Reviews

كم مرة يحدث أن نروي قصة حياتنا؟ كم مرة نضبطها ونزخرفها ونجري التعديلات الماكرة؟ ومع امتداد الحياة، يقل عدد المحيطين بنا الذين يمكن لهم أن يذكرونا أن حياتنا ليست حياتنا، ولكنها مجرد قصة رويناها عنها.. رويناها لآخرين، ولكن في الأساس كنا نرويها لأنفسنا. ماذا عرفت عن الحياة، أنا الذي عشت بكل هذا الحذر؟ أنا الذي لم أربح ولم أخسر، لكني تركت تيار الحياة يحملني فحسب؟ الذي كان لديه الطموح المعتاد، وترسب سريعا فلم يتحقق منه أي شيء؟ أنا الذي تجنب الألم وأطلق عليه مهارة البقاء؟ أنا الذي دفع فواتيره، حافظ على علاقته الطيبة بالجميع قدر المستطاع، والذي كانت كلمات الإحباط والنشوة مجرد كلمات يقرؤها في الروايات؟ الذي لم يسبب له توبيخه لنفسه أي ألم حقيقي. أنت لم تفهم شيئًا، أليس كذلك؟ لم تفهم ولن تفهم.

هذة الرواية عظيمة , الرواية عبارة عن مونولوج طويل , يعاني فيها البطل مع ذاكرته , ذاكرته التي تخدعه , لا يبحث الا عن شهود ليثبتوا له رؤيته عن ماضيه , الرواية تطرح سؤال في غاية الأهمية ,هل حق تتطور شخصية المرء ؟ هل نتغير ؟ ماذا يفعل مرور الزمن علينا ؟ الرواية شديدة التعمق و البؤس أحيانا خاصة في نهايتها , تأتي في ترجمة رائعة لطلال فيصل أرشحها بقوة

«ماذا عرفت عن الحياة، أنا الذي عشت بكل ذاك الحذر؟ أنا الذي لم أريح ولم أخسر، لكني تركت تيار الحياة يحملني فحسب؟ الذي كان لديه الطموح المعتاد، وترسب سريعا فلم يتحقق منه أي شيء؟ أنا الذي تجنب الألم وأطلق على ذلك مهارة البقاء؟ أنا الذي دفع فواتيره، حافظ على علاقته الطيبة بالجميع قدر المستطاع، الذي كانت كلمات "الإحباط" و "النشوة مجرد في الروايات؟ الذي لم يسبب له توبيخه لنفسه أي ألم حقيقي؟ حسنا، كان كل ذلك يدور في ذهني وأنا أتجرع ذلك الشعور بالذنب: كلمات يقرؤها وجع يتمدد ويبقى مع شخص ظن أنه دائما بوسعه تجنب الوجع. والمفارقة أنه تمدد لهذا السبب ذاته» «لقد نجوتُ(نجا كي يحكي الحكاية )... أدرك الآن أنّه أقرب لأن يكون ذكريات الناجين: أولئك الذين لم ينتصروا ولم ينهزموا» رواية عجيبة، الزمن عمودها الفقري وأحداثه فينا وفي حيواتنا وتصريفاته. هل يمشي الزمن إلى الأمام دوماً؟ هل الماضي يعني دوماً الجيد والمستقبل الخوف؟؟ «نعيش في هذه الحياة بافتراضات بسيطة، أليس كذلك؟ مثلا: أن الذاكرة تساوي الوقائع زائد الزمن. إلا أن الأمر أكثر تعقيدا من ذلك. من الذي قال إن الذاكرة هي مكمن ما نظن أننا نسيناه؟ ينبغي أن يكون واضحا لنا أن الزمن لا يعمل كمثبت، بل بالأحری كمذيب. إلا أن ذلك الاعتقاد ليس مناسبًا، ولا مفيدا؛ فهو لا يساعدنا أن نمضي قدما في حياتنا، فنقوم بتجاهله».




