Juan José Millás

المرأة المهووسة

Sanaa Shaltout

في رواية العالم، وصف خوان خوسيه ميّاس الكتابة بأنها تفتح الجروح وتكويها في الوقت نفسه.
وتعتبر هذه الرواية رؤية ميّاس للكتابة وعلاقته بها، واللغة، والرواية، ووجهة نظره في الفرق بين الرواية الحقيقية والرواية المزيفة.
ويتطرق لهلاوس اللغة، ولكنه تطرق إليها من منظور بنت بسيطة بائعة للسمك، وليس من منظور لغوي، ولكنها كانت تدرس النحو والصرف واللغة بمفردها لعلاقتها بالكلمات، وهنا كانت علاقة البنت بائعة السمك خوليا باللغة علاقة امرأة مهووسة بالكلمات والعبارات، تزورها الكلمات والعبارات ليلًا، وتُجري لها بعض العمليات لكي تظهر الكلمة أو العبارة مناسبة ومفهومة.
علاقة خوليا باللغة ذكرتني ببعض القصص القصيرة التي ذكرها نجيب محفوظ في همس الجنون.
أكثر ما أعجبني هنا هو يوميات ميّاس في الشيخوخة؛ أحبتت مشاعره، ووصفه لكل شيء، أكثر ما جذبني لحكاياته مع معالجته النفسية، هي حالة التيه، وعدم معرفته لماهية كل ما هو فيه. 
ولكنه جاء في النهاية، وحسم هذا التوهان للرب، عندما سأل ميّاس القس كاميلو، ما الذي يميز الرب عنا؟
فقال القس كاميلو: الحب، نحن لا نحب بجد، هو نعم.

في النهاية الشعور الذي يغلب عليّ هو نفس شعور ميّاس، عندما قال: إنه يكره مكانه؛ إذ كان في أماكن كثيرة على طول حياته دون أن يعثر على نفسه في أي منها.

المرأة المهووسة

Reviews