Reviews

"كان العالم صامتًا حينما كُنّا نموت". هكذا وصفت تشيماماندا نِجوزي أديتشي الحرب الأهلية النيجيرية. هي حرب أهلية بين نيجيريا ودولة بيافرا المنفصلة عنها، راح ضحيت هذه الحرب أكثر من مليون شخص نتيجة القتل والمجاعة التي تعرضت لها بيافرا من قبل نيجيريا والعالم أجمع، وسط صمت دولي رهيب. لقد بحثت عن هذه الحرب بعد الانتهاء من قراءة الرواية، وشاهدت بعض الأفلام الوثائقية القصيرة، حيث إنني لم أكن أعلم عن بيافرا من قبل أي شيء، لم أعلم بوجود حرب أهلية نيجيرية حدثت في العصر المعاصر ما بين عام 1967 إلى عام 1970، كل ذلك لم أعرفه من قبل، ولكني لا جديد من حيث آثار الحروب، فهي الحرب كما هي لا أكثر ولا أقل، لعنة الله على الحروب! من المؤسف أن من الدول التي شاركت في الحرب مع نيجيريا ضد بيافرا دولة مصر (عبد الناصر عليه من الله ما يستحق!)، مع دعم دولي من معظم دول العالم مثل بريطانيا وأمريكا وروسيا، أما بيافرا فكان الدعم من إسرائيل بالسلاح الروسي الذي حاربوا به العرب من قبل، ودعم من فرنسا نكاية في بريطانيا، ودعم من البرتغال نكاية أيضًا في نيجيريا التي دعمت الدول التي دعت إلى التخلص من الاستعمار البرتغالي؛ فهي أرواح تُزهق لمصالح حكومية مشتركة. وصفت الكاتبة ما حدث في هذه الحرب من تهجير وقتل ومجاعة، إلى أن اضطر سكان بيافرا إلى أكل الجراد والسحالي والفئران، ومع سوء التغذية للأطفال أو كما كانوا يُسموا مجاعة أطفال بيافرا نجد أطفال بيافرا منتفخي البطون مثل الكُرة لسوء التغذية وحدوث المجاعة، مثلما نرى أطفال اليمن نتيجة الحرب (لعن الله مَن تسبب في هذه الحرب!). الرواية تدور حول الجنس والحب والحرب، ولكن الرواية تنتقل بالأحداث عبر الزمن، فنجد بيبي (الطقلة) ظهرت فجأة، دون أن نعلم من أين جاءت، ثم بعد عدد من الصفحات نعرف أنها ليست بنت أولانا، ولكن جاءت نتيجة خيانة أودينيبو لها مع آمالا بدعم من أمه وسحرها. الترجمة جيدة جدًّا، من المعروف أن فاطمة ناعوت مترجمة جيدة للغاية، بصرف النظر عن توجهاتها الأخرى، لكنها جيدة بل ممتازة.

