نقد ملكة الحكم
بإمكانك أن تكون مع كنت أو أن تكون ضده، ولكنك لا تستطيع أن تتفلسف بدونه، ومهما يكن، فهذا الكتاب أو النقد الثالث هو بمثابة حجر الأساس في المنظومة الفلسفية الكنتية. إنه يثير القضايا التي بقيت موضوع ملكة العقل الثالثة: ملكة الحكم، وذلك بعد أن تأسست المعرفة النظرية بالطبيعة (نقد العقل العملي) ولهذه الملكة مبدأ قبلي، هو الاستقلالية الذاتية، ولها حقول، أيضا، ليست موضوع النقدين السابقين، واعتبرت في الماضي خارج تأثير الفلسفة، لكنها في صلب اهتمام النقد (الترانسند نتالي): الجميل والسامي، الشعور باللذة، والألم، والرغبة والغائية، بصفتها نتاج الفعل الإنساني، أكانت فناً أو غاية أو إيماناً. من هنا كان لا بد من البحث في الفنون والعبقرية واللذة والبراهين عن وجود الله. فجاء هذا النقد كحلقة بين فلسفة الطبيعة وفلسفة الحرية، تتوقف فيه صفة فلسفة كنت الرئيسية، أي مدنيتها.