Reviews

عليك أن تقرأ بطريقة أخرى، كيف؟ لا وجود لطريقة نافعة للجميع، فكل شخص يخترع طريقته، طريقته الخاصة. هناك من يقضي حياته كلها في القراءة دون أن يمضي إلى ما هو أبعد من القراءة، هؤلاء يبقون ملتصقين بالصفحات، لا يدركون أن الكلمات ليست سوى أحجار مصفوصة تعترض تيار النهر، وإذا كانت هناك فإنها موجودة لكي تتمكن من الوصول إلى الضفة الأخرى، الضفة الأخرى هي المهمة، إلا إذا لم تكن لهذه الأنهار ضفتان وإنما ضفاف كثيرة، وكل شخص يقرأ تكون تلك هي ضفته الخاصة، وتكون له وله وحده الضفة التي سيصل إليها. لحسن الحظ أن الكتب موجودة.. ويمكن لنا أن ننساها في خزانة أو صندوق، أو نتركها للغبار والعثة، أو نهجرها في عتمة الأقبية، يمكن لنا ألا نمر عليها بعيوننا ولا نلمسها لسنوات وسنوات، ولكنها لا تهتم بذلك كله، وتنتظر بهدوء منطبقة على نفسها كيلا يضيع شيء مما تحتويه في داخلها، ودومًا تأتي اللحظة، يأتي هذا اليوم الذي نتساءل فيه، أين هو ذلك الكتاب الذي يعلّم... ويظهر أخيرًا الكتاب المطلوب. العزيز ساراماجو في روايته الرائعة العمى تخيل ساراماجو أن الناس جميعًا أصبحوا في حالة فقدان للبصر إلا شخص واحد، وأظهر لنا حقيقة الإنسان التي هي أقل من أشرس حيوان ممكن أن تقابله. سيأكل بعضنا بعضا، وستنتهك جميع أنواع الانتهاكات باسم الجوع والاحتياج والضياع، سيظهر الوجه الحقيقي للإنسان. لكنه في الكهف وصف لنا ما نحن نعيش فيه. وصف حالنا قبل ذلك منذ مئات السنين وماذا فعلت المدنية بنا. إننا ندور مثل الآلات وفقدنا إنسانيتنا ومشاعرنا وحرياتنا، فقدنا ذاتنا، فقدنا كل شيء. وكما قال ساراماجو: "ربما هناك أمور لا نبدأ في فهمها إلا عندما نصل إلى هناك، نصل إلي هناك، إلى أين، إلى التقدم في السن". الكهف أُناس مقيدون ويظنون أنهم يعيشون الحرية، ولكنهم يمشون لطريق الموت وهم أموات. ساراماجو حب كبييييير <3 <3

لقد قرأت لساراماجو بعض الروايات ، بلا شك هذة افضلهم ، اولا لترجمة العظيم صالح علماني ، ثانيا لموضوعها الفلسفي العظيم ، ثالثا لقدرة ساراماجو الفائقة علي الامتاع ، ساراماجو و ان كان من اصعب اساليب الكتابة في العالم ، لكنه من اجود الكتاب و اكثرهم خيالا و فكرا ، لهذا و اكثر نحب ساراماجو
