قدوم مملكة: تنامي النزعة القومية المسيحية في الولايات المتحدة Kingdom Coming: The Rise of Christian Nationalism
دأبت المحررة السياسية في موقع (صالون) الإعلامي السيدة غولدبيرغ على تغطية التداخل بين السياسة والإيديولوجية طيلة أعوام عملها الصحافي. وقبل انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2004، وفي الأشهر التي تلت الإعلان عن نتائج تلك الانتخابات، كانت غولدبيرغ تتنقل عبر ولايات الوسط في بلد وقع في قبضة التطرف الديني المحموم: أمريكا في عصرنا الحاضر؛ حيث استعصى على كثير من الأمريكان استيعاب كيف يمكن لحكومة موسومة بالشلليّة والاستهتار بالموازنة العامة، والاهتمام الفاضح بالمصالح الشخصية، أن يعاد انتخابها؛ وشاهدت بأم عينها من داخل صفوف الدراسة، ومن قاعات الكنائس العملاقة، إلى أروقة المحاكم الفدرالية، التأثير المتزايد لمذهب الهيمنة – المذهب الذي يقضي بأن المسيحيين يملكون حق السيطرة وحكم غير المؤمنين- وهو مذهب يهدد الأسس الديمقراطية. وتبيّن غولدبيرغ عبر صفحات (قدوم مملكة) كيف تمكنت الأصولية العدوانية من التغلغل في حياتنا العامة؛ وتصطحب القارئ في جولة تستكشف فيها الثقافة الموازية لليمين الإنجيلي المتشدد التي تحظى بتشجيع ومؤازرة الحزب الجمهوري. ونقابل من خلالها متقاعدين عسكريين تعاهدوا على الاستيلاء على البلاد باسم المسيح، وذلك في عمق المنطقة الحمراء في أمريكا المقسمة، ونعاين أعضاء خوّانين من الكونغرس يشجعون أعضاء التحالف الجنوبي الجديد، وأنصار الحكم اللاهوتي، ونشاهد قادة البرامج الممولة من الحكومة يقدمون يسوع على أنه الحل للمشكلات الاجتماعية في هذا البلد. وبمقابلاتها الواضحة والدقيقة، وتسجيلها شهادات الأشخاص الذين يقفون وراء هذه الحركة، استطاعت غولدبيرغ أن تصل إلى قلوب وعقول الأشخاص الذي يسعون إلى تحويل هذه الجمهورية العلمانية الموروثة عن الآباء المؤسسين إلى أمة مسيحية تساس بحسب تفسير تلك الحركة للكتاب المقدس. وفي معاينتها للشرخ المتسع بين المؤمنين وغير المؤمنين، توضح غولدبيرغ الآثار المدمرة لقبضة المحافظين الخانقة على الأمة بأسرها؛ وفي عصر بات يُحتكم فيه إلى الإيمان بدلاً من العقل، وتُهدد فيه قيم عصر التنوير باسم الوطنية الباطنية الرمزية التي تزعم لنفسها عصمة إلهية، فإن (قدوم مملكة) يضعنا وجهاً لوجه مع القوى غير العقلانية التي تعمل على إعادة تشكيل معظم أمريكا اليوم. العبيكان للنشر