Roger Garaudy
al-Asāṭīr al-muʼassisah lil-siyāsah al-Isrāʼīlīyah

al-Asāṭīr al-muʼassisah lil-siyāsah al-Isrāʼīlīyah

Roger Garaudy1998

Deep cut – we couldn't find a description for this book.

Sign up to use

Reviews

Photo of Mustafa adel
Mustafa adel@mustafaadel
5 stars
Aug 31, 2022

كان هناك شئ غامض يضاهي غموض الجماعات الماسونية وحراس المعبد وينافس غموض الجماعات الكاثوليكية الأوروبية المتطرفة يدعى بروتوكلات حكماء صهيون، كنت أرتجف لسماع هذا الاسم، وكنت تواقًا لأن أقرأ هذا البروتوكلات في وقت من الأوقات، ولكن عندما كبرت زال اهتمامي بهذه النزعة. فأنا مازلت لا أعلم تمام العلم فحوى هذه البروتوكلات، ولكني أعلم أنها تتضمن ما يشين ويجرح العقيدة الصهيونية المطالبة بأرض الميعاد الأبدي. حتى صادفت هذا الكتاب الذي يرد بتأريخ ناقد مفصل كل ما قامت عليه العقيدة الصهيونية منذ نشأتها إلى أواخر القرن العشرين بإيجاز مفصل وتدقيق ملح في القضايا الكبرى التي تبنتها الأصوات الصهيونية والأوروبية المطالبة بوطن يهودي موحد أو بالتخلص من الوجود اليهودي في أوروبا مهما كلف الثمن. فبعبارة صارمة بنى عليها جارودي مذهبه في نقد الإيمان اليهودي الديني لدى الصهاينة، نفى فيها على لسان هرتزل مؤسس الصهيونية السياسية أن لديه أي وازع ديني في مزعمه، إنما تحركه رغبة يوجينية تشابه مثيلتها النازية في عزل العرق اليهودي القادر عمن دونهم من الأعراق الأكثر دونية. تناول جارودي عدة مواضيع مهمة منها النظرة اليهودية الدينية لعقيدة "أرض الميعاد" التي يتلمز بها الصهاينة صباحًا ومساءً، ولكن أهمها على الإطلاق كان تسليط الضوء على الحيلة الماكرة التي صنعها الصهاينة لتسليط النظر على قضيتهم وإلانة النظرة العالمية إليهم كالشعب المضطهد المظلوم، كما يقول فؤاد حداد: "احنا يهود مساكين". ففي أحد فصول الكتاب تحدث جارودي مسترسلًا عن قيام اليهود بدفع التعاطف الشعبي العالمي مع قضية اضطهاد اليهود على يد سياسة هتلر النازية وتصوير الشعب اليهودي وكأنه لم يقتل غير اليهود في معمعة الحرب العالمية، فذكر كم من السوفييت والسلاف الذين قتلوا في نفس الحرب والذين يتجاوز أعدادهم أعداد الضحايا اليهود. وكان من أهم مقومات هذه الحيلة هو تسمية حملة إبادة يهود أوروبا على أيدي النازيين بـ الهولوكوست، الكلمة العبرية التي تفيد في التعاليم اليهودية: حرق القربان المقدس، لإضفاء سمة القدسية والتضحية على الضحايا اليهود. ووضح ذلك عن طريق الأرقام المزيفة التي اعتمدها المؤرخون كما "محكمة نورمبرج" والتي أخذت تتغير عبر الشهادات التاريخية وعلى لافتات معسكرات الاعتقال النازية التي فتحت للسياح بعد الحرب. كما ذكر العديد من الأدلة المنطقية التي تنفي إعمال محارق الغاز في إبادة اليهود من الأساس، وأنه لم يتم اكتشاف أيًا منها سوى واحدة فقط في معسكر اعتقال داخاو والذي كتب علي لافتة أعلاه فيما بعد "أنها لم تستخدم من قبل". وقد تظهر شجاعة جارودي في هذا الفصل حيث ولج بإرادته في مساحة أخلاق رمادية، وازن فيها بين عدم الغوص في الدفاع عن جرائم النازية ونزعات هتلر التوسعية واليوجينية، وبين دحض إدعاءات الصهاينة بأنهم الشعب المضطهد أو الخاسر الوحيد على أيدي الألمان. يجب أخذ هذا الكتاب في الاعتبار لفهم الهوية الصهيونية وسياستها وحيلها التي كانت ولا زالت تعمل وتمر على عقولنا مرور الكرام.

Photo of Mohamed gamal
Mohamed gamal@mohamedgamal346
5 stars
Aug 31, 2022