الخدمة الاجتماعية فى المجال الطبى
الخدمة الاجتماعية الطبية عبارة عن مجموعة من الخدمات المتخصصة المهنية والتى يقدمها اخصائيون اجتماعيون لصالح المرضى واسرهم خلال مراحل تلقى العلاج فى المستشفى او كمتابعة لاحقة بعد الخروج من المستشفى وتهدف هذه الخدمات الى مساعدة المرضى وعائلاتهم على الاستمرار فى تلقى العلاج المناسب بأقل قدر من المصاعب الاجتماعية عن طريق التعامل مع المرضى واسرهم بشكل رئيسي مع القائمين والمعنيين بتقديم الخدمات الطبية والاجتماعية اللازمة فى المجتمع بشكل عام اضافة للعمل على تحسين الاداء الاجتماعى لهؤلاء المرضى عن طريق استعمال الاساليب المهنية المناسبة والموارد الذاتية والبيئية لتحقيق هذه الأهداف .ولا لئن الإنسان مخلوق مكرم أمر الله بمساعدته وتقديم يد العون له في شتى المجالات والخدمة الاجتماعية الطبية مجال من مجالات الخدمة التي تقدم للإنسان في سيبل تكريم أدميته، وجود الإنسان في المؤسسة الطبية يعني حاجته إلي المساعدة والعون وقد تخصصت الخدمة الاجتماعية الطبية في هذه المؤسسة لمساعدة المريض من جميع الجوانب لذا فدراسة الجوانب الاجتماعية لحالة المريض يعتبر كجزء مكمل لخطة العلاج الطبي، الإنسان كل متكامل متفاعل في عناصره الأربعة العقلية والجسمية والنفسية والاجتماعية فأي اضطراب في أحد هذه العناصر حتما يؤدي إلي إصابة الفرد بالمرض والخدمة الاجتماعية الطبية قامت لعلاج الإنسان من خلال إصلاح هذه العناصر الأربعة والعمل على راحتها، الخدمة الاجتماعية عامة والطبية خاصة تؤمن بفردية الإنسان مهما تشابهت الأمراض والظروف المحيطة بالمريض إلا أن لكل فرد منهم طريقة معينة في علاجه والعمل على راحته ومعاملته بحد ذاته فرد له شخصيته المميزة. الفصل الأول الخدمة الاجتماعية الطبية (نشأتها، مفهومها، فلسفتها، طرقها، أهميتها) نشأة الخدمة الاجتماعية الطبية: ظهرت الخدمة الاجتماعية الطبية في إنجلترا عام 1880م وذلك عندما تبين أن المرضى المصابين بأمراض عقلية يحتاجون إلى رعاية لاحقة بعد خروجهم من المصحات في بيوتهم حتى يمكن تجنب تكرار المرض. وكانت الزائرات يذهبن إلى بيوت المرضى حيث يبصرن أسرة المريض وأصدقائه بنوع الرعاية والمعاملة اللازمة له بعد خروجه من المستشفى. كما كان فريق من السيدات المحسنات يتطوعن في المستشفيات الانجليزية في لندن عام 1890م ويقمن بالبحوث الاجتماعية لتقرير أحقية مقدم الطلب والاستعانة ببعض الجمعيات الخيرية لمساعدة المريض. وفي نيويورك عام 1893م قامت الزائرات الصحيات بزيارة بيوت الفقراء من المرضى في الأحياء المجاورة لمحلة هنري ستريت لسداد نفقات الرعاية العلاجية والتمريض, ولقد لفت انتباههن العديد من المشكلات الاجتماعية والشخصية التي تنشأ عن المرض, وقد استفادت بعض مستشفيات نيويورك من خبرات محلة هنري ستريت , ولما أدركت أن الزيارة المنزلية تؤدي إلى تقدم كبير في تأثير العلاج الطبي استمروا في إرسال الزائرات الصحيات من المستشفى لمباشرة الرعاية اللاحقة والإشراف على المرضى بعد خروجهم من المستشفيات. وفي عام 1902م طلبت جامعة بالتيمور من طلاب كلية الطب أن يجروا تدريباً عملياً في المؤسسات الاجتماعية وأن تشمل في برامجهم الدراسية المشكلات الاجتماعية والانفعالية وطلبت منهم أن يعملوا كمتطوعين في المؤسسات الخيرية حتى يكتسبوا فهماً وإدراكاً للآثار الاجتماعية والاقتصادية وظروف المعيشة في حالة المريض.