صائد الذكريات حصاد : رواية
``فتح عينيه ببطء وطفق يتأمل السقف المطلي باللون الأبيض، شعر بشعور غريب ينتابه للمرة الأولى، تجاهل كل شيء وهو يتثاءب بقوة ويزيل الغطاء عن جسده ويلقيه بإهمال بجوار الفراش، وقف يُمَطِّي جسده بقوة قبل أن يسأل نفسه سؤالًا مهمًا: لماذا يبدو المكان غريبًا؟ تأمل المكان من حوله ليجد نفسه في غرفة نوم متوسطة الحجم، بها خزانة ملابس عملية بُنِّيَةِ اللون و شباك مغلق تغطيه ستائر حريرة الملمس بيضاء اللون، حاول تَذَكُّر هذه الغرفة إلا أن الذكريات كانت أشبه بالماء فتسربت من بين يديه مرة تلو الأخرى، بدأ يشعر بالانزعاج من فكرة جهله بالمكان الذي استيقظ به، عاد إلى فراشه و جلس على طرفه مفكرًا و علامات القلق تغزو ملامحه، فكر في البحث تحت الوسادة أو في أدراج الكومود الصغير الذي يقف بجوار الفراش، مد يده يتحسس ما تحت الوسادة إلى أن اصطدمت يده بشيءٍ صلب، أمسكه جيدًا و أخرجه من تحتها ليجده هاتف محمول حديث الطراز، عبث فيه بأصابعه لبرهة قبل أن يكتشف أنه لا يلتقط أيَّ شبكة، عله عطل طارئ أصاب الشبكة، ألقاه جانبًا و استكمل بحثه فوجد شريط دواء مجهول بالنسبة له لكن ينقصه ثلاث حبات، ألقاه بإهمال و قد تملكه تساؤل ضخم : من هو؟! ``