Reviews

"كلما امتد الزمن الذي نتركه وراؤنا، كلما اصبح الصوت الذي يدعونا للعودة لا يقاوم" اريد ان ابدا مراجعتي بتلك الجمله تلك التي تمحور حولها كل شيء يتلى في تلك الرواية، اعتدت على القول ان ميلان له اسلوب خاص لا يتمتع منه الا بعض الناس اؤلئك الذين يملكون القدره الكامله على استيعاب كم من الفلسفه في سطور قليله وصغيره بين عدد قليل من الصفحات اليوم اهدانا ميلان بين ايدينا فلسفة الجهل، الجهل بالوطن بالحنين اليه ام الاغتراب الحقيقي ناحيته؟ نرى فيه التردد الخوف بين العوده والهرب تدور أحداث الرواية حول طرفين جمع بينها وطنا ومنفى وانقطع بينهم وبين الوطن، يغترب كلا منهما الى بلد مختلفه ليلتقيا مره اخرى في ارض مطار الوطن، ارسى كلاهما كل مشاعرهما في تلك الخطوات الصغيره الفاصله بين المشاعر المغتربه التي جعلت منهم خائفين العوده هاربين من الواقع ومن اصلهم من اجل ان يحققوا الاستقرار المزيف بعيدا، ولكن عندما خطت قدميهما ارض الوطن حتى ثارت كل مشاعرهم من جديد حتى اصبح الحنين ذو اثر في قلوبهم من جديد على امل ان يتشبثوا ولو لدقيقه في الوطن كانت ايرينا ذو الشخصيه المبالغه تجعل من اصغر الاشياء ذو طبع مبالغ فيه تخفي وراءه الكثير منها املا ان لا تنكشف فجاه على احدهم، حتى كان ادق وصف لها اتى بذلك الشكل "الم تكن ترى التباين الصارخ بين تفاهة السبب وجسامة الفعل؟الم تكن تعرف ان مشروعها مبالغا؟ اجل لمن المبالغه بالضبط هي ما كانت تبحث عنه" كانت تخجل من هروبها لوطن ليس وطنها تجبر نفسها داخل قالب الوطن الجديد، تتلو لغتهم وتستخدم نبيذهم وتلبس قناعتهم، تؤمن ان هذا وطنها رغبه ان تخفي حقيقه ماكانت عليه، لكنها تجد نفسها تقابل حقيقة ان كل شيء بها له كل الحنين لوطنها الام، تجد لسانها يبتل فرحا من نطق الكلمات للغتها الاصليه، يرتجف جلدها حين يلمس هواء الوطن وتصحو ذاكرتها حين تمر على بقعة ميلادها انتهت الرواية كما بدأت، غرباء في وطنهم.... . . . "الموت، قرار الموت، هو اسهل بكثير على المراهق من الراشد..لماذا؟ الا يحرم الموت المراهق من حصة المستقبل اكبر بكثير؟ طبعا، لكن بالنسبة إلى فتى، المساقبل هو شيء بعيد، مجرد غير واقعي، لم يقتنع به جديا" انتهى.

القراءة الثانية للرواية كانت أتقل وأجمل.

ليس كل الحنين متشابها؟ هل يأتى الحنين من الإحساس بالجهل عن ما نحن إليه؟ الذاكرة يا لها من لعوب لا تعرف بما تمدك و ما تحجبه عنك عندما يشتد بك الإشتياق. للزمن قدرة مذهلة على تغيير الأوضاع و الشخوص و العقول و حتى المشاعر لا تنجو من براثنه. أين الوطن و المنزل حقا؟ هل هما مكان الميلاد؟ ام مكان الأهل و الأصدقاء؟ هل هما مخزن الذكريات؟ أم مكان الحبيب؟ أم أن الشعارات الرنانة هى من خلقت من قطعة أرض ما يستحق التضحية بالحياة من أجله؟








