Reviews

(لأن ضعف الآخرين قد يحطمك بالقدر الذي تستطيع قوتهم أن تفعل ذلك) *** مرة وراء أخري, تثبت لي الأعمال الأمريكية التي تقع يدي عليها مدي غباء فكرتي المبدئية (التي لا أعرف متي وأين تكونت) عن الأدب الأمريكي,, لسبب ما لم أكن احترم الأدب الأمريكي, وتكون هذا الإحساس حتى من قبل أن أقرأ أي اعمال أمريكية (وهو شيء في غاية الغرابة). المهم أن تلك الحالة آخذه في التفتت, مع (اللؤلؤة) لشتاينبك و (حماقات بروكلين) لأوستر, وبعض قصص وروايات العظيم بوكوفسكي, والآن (سخط) لروث. ** الرواية جيدة للغاية, أسلوبها إلي حد ما غير بسيط أو سلس, لكنها في النهاية عمل متقن, بل متقن للغاية, ومؤلم للغاية * فيليب روث روائي جديد يضاف للقائمة...

كن أكبر من مشاعرك، -لست أنا الذي يطلب منك ذلك-، بل الحياة، وإلا جرفتك مشاعرك، ستجرفك إلى البحر وستتلاشى هناك. قد تكون المشاعر أكبر مشكلة في الحياة، ويمكن أن تلعب المشاعر أكثر الخدع فظاعة. وبالفعل فلقد لعبت المشاعر بماركوس إلى أن أودته إلى الموت الذي ظل يهرب منه طوال حياته. {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ}. كنا كما لو أننا هزمنا حتى قبل أن يبدأ الهجوم. وصدقت الصديقة العزيزة إيمان عندما قالت: اللي يخاف من العفريت يطلع له. ودا مطلعش بس دا أخده ونزله البحر وطلعه عطشان ولعب بيه أحلى لعب. وكما قال روث: ضغف الآخرين قد يحطّمك بالقدر الذي تستطيع قوتهم أن تفعل ذلك، إن الناس الضعفاء ليسوا غير مؤذين، فقد يكون ضعفهم هو قوتهم، قد يكون الشخص غير المستقر خطرًا وفخًا. حلوة فلسفة برتراند راسل يا ماركوس يا حبيبي؟ نفعتك يا قلبي؟ بالمناسبة من أكثر صفحات الرواية روعة، وعجبني الحوار بين ماركوس والمشرف عن أفكار راسل وكنت أتحاور معهم على هامش الكتاب بردود ابن رشد في فصل المقال. فقد كنت تسير إلى النهاية التي تهرب منها وتحمل معك ما يدفعك إليها دفعًا، وأنت لا تدري!