العشاء

غريبة هذه الرواية! بعيداً عن الشهرة والضجة التي نالتها وكونها تُرجمت لأكثر من 30 لغة إلا أنّ فيها شيئاً غريباً أولاً أغلب توقعاتك عن الشخصيات ستخيب ثانياً كل الشخصيات لديهم أقنعة بحيث يكونون في الواقع شيء وفي السرد شيء آخر، وكلهم يشتركون بصفة واحدة وهي اللامبالاة والسلبية، وكل واحد منهم لديه ماضي تعيس مؤثر على كل حياته. الشخص الوحيد الذي يبدو أنه سيء "وهو سيرجي" يفكر بالقيام بعمل أخلاقي في آخر الرواية لكنه لا ينجح! هي رواية تحكي قصة 4 أفراد اجتمعوا يوماً على العشاء للحديث عن أمر يؤرقهم ليصلوا إلى نتيجة ترضي جميع الأطراف، ويتخذ فيها "بول" السارد الأساسي مهمة التنقل بين الشخصيات والسرد والعودة للماضي ثم مزج كل ذلك بلغة ساخرة هادئة. الرواية طويلة قرابة 300 صفحة وفيها حشو كثيراً ومما أضعفها كثرة الأخطاء الإملائية وخصوصاً بين حرفي الياء [ ي ] و [ ى ] المقصورة، وإقحام بعض الألفاظ العاميّة المصرية التي لم أجد لها مبرراً. وفيها تساؤلات عن المدى الذي يمكن أن يصل إليه الآباء بزعمهم لحماية أبناءهم من الأخطاء التي ارتكبوها! وكيف يمكن للصفات السيئة أن تنتقل من جيل إلى جيل بالوراثة، وأنّه ليس دائماً الصدق بين الأزواج هو السبيل الأمثل للسعادة المزعومة وأفكار أخرى. لكن كوخ نجح ببراعة من شدّ انتباهي لإكمالها ولمعرفة الخاتمة التي جاءت غير متوقعة بشكل كلّي. هذه هي التجربة الأولى، وسأعيد التجربة معه مرة ثانية.