ذوبان الثـلوج
يعرف القارئ العربى الأدب الروسى من خلال دوستوفسكي وتيشخوف وتولستوى.. الى آخر هذا الجيل الرائد الذى ظهر وتألق قبل الثورة البلشقيه ،وبعد هذا الجيل العظيم بدا وكأن روسيا تركت ساحة الرواية بدون رجعه، الى ان بدأ العالم يسمع مجددا عن الأدب الروسى في بدايات الالفية الثالثة من خلال رؤايين من أمثال : ،و و ولكن المحروسة عندما تنشر الآن رواية ذوبان الثلوج فانها بذلك تؤكد للقارئ ان روسيا قد استعادت مكانتها الادبية قبل نصف قرن من ظهور أدباء الألفية الجديدة. فلقد نشر اهرنبرج هذه الرواية عام 1954 لكى يدين عصر ستالين مثلما أدانت روايات جيل الاباء المؤسسين للأدب الروسى عهود القياصرة. لم تكن الابعاد الفكرية والسياسية هى المبرر الوحيد الذى دفع سعد زهران الى ترجمة هذه الرواية فحسب وانما يمكنا القول ايضا ان ما دفعه الى ترجمتها في ستينات القرن الماضى تأكيداً على موافقة الناقدة للستالينية، هو نفسه ما يدفعنا الى ترجمتها الان ويجعلها صالحة للقراءة واثارة الشغف بعد عشرات السنوات من نشرها، وتعنى بذلك انها رواية رائعة واستمرار لما عرفناه عن الادب الروسى من حس انسانى مرهف ورؤية عميقه للأحداث والشخصيات إن يؤكد ذلك ان الأدباء الروس لم ينقطعوا عن الإبداع الا لفترة جد وجيزة ابان حكم ستالين.