
Reviews

مع بداية الرواية كنت مضايقة جدًّا من شخصية ياروميل، من شخصية هذا الأبله الذي لم يعرف شيئًا عن أحد قطّ، ومع نهاية الرواية الصورة ظهرت بشكل أوضح، ياروميل وبحثه عن الحياة؛ فالحياة توجد دائما حيث لا يوجد هو. علاقة ياروميل بأمه التي كانت مثل الحبل المنغرز والمربوط في طوق رقبته. علاقته بحبيبته النمشاء التي كان يخجل من قبحها. علاقته بزملائه الذين لم يعرف كيف يندمج معهم في بداية طفولته. علاقته بوالده الذي حاول أن يبني عالم في خياله عن والده، ولكن في النهاية أخبرته أمه بالحقيقة. علاقته مع ذاته التي كان منشغلًا بها دائمًا. حكايته مع الوطن، الذي ظن أنه يخدمه ولكنه كان أبلهًا. ياروميل في قصته الدرامية الخاصة، كان يدير ظهره لقدره الشخصي، مشغولًا بذاته، وتسلياته الخاصة وكتبه. في كل روايات كونديرا، بحس إنه عايز يوصل لفكرة واحدة، الخفة.. الخفة من كل شيء. أو كمان يطلق البعض عليها التفاهة. في رواية الخلود كان فيه حوار بين كونديرا وأحد الأبطال، الشخص بيسأل كونديرا توافق تموت أو تعدم علشان أفكارك؟ رد كونديرا وقال: لا؛ لأن احتمال تكون الأفكار خاطئة. هنا في الحياة في مكان آخر ذكر بصورة مبسطة إن فكرة المطلق أو فكرة أكون أو لا أكون فكرة خاطئة، وإن عالم الراشدين يدرك بأنّ المطلق مجرّد سراب، وأن لا شيء في الإنسان عظيم وأبدي. وطبعًا كونديرا لم ينس أن يذكرنا بأفضلية نسيان التاريخ. كما ذكر ذلك مرارًا وتكرارًا في معظم رواياته. فما أجمل أن ننسى التاريخ!

اعتقد انها من افضل كتابات كونديرا. يواصل فيها الخروج عن المألوف، علاقة بين ام وابنه شديدة الضرر بالطرفين، شخص ضعيف خائف غير قادر على التصرف يعيش في خياله وسخرية الحياة وعبثيتها في الخلفية



